Éloge du poète érudit
et homme de lettres,
Sayyid Ali Rida al-Husayni
par Son Éminence Shaykh Muhammad Al-Yaqoubi
31 décembre 2023 • 17 Jumada al-Akhirah 1445 • 2 min de lecture
وكيفَ يجودُ الدهرُ يومًا بمثلِهِ
رثاء الصديق العلامة الأديب الأستاذ علي الرضا الحسيني
رحمه الله تعالى
محمد أبو الهدى اليعقوبي
رضينا بحكم الله فينا وما قَضىٰ * ولو كان مَن ننعاه مثلَ علي الرِّضا
رضينا ودمعُ العين ينهلُّ صَيِّبًا * وجَفْنُ الأسىٰ والحزنِ ما باتَ مغمضا
تخيَّرَ منا الموتُ أكرمَ سيدٍ * ولم يكُ إلا أن رماه فأَغْرَضا
فخلَّفَ منا كلَّ قلبٍ مصَدَّعًا * وغادرَ منا كلَّ بيتٍ مُقَوَّضا
نأى النومُ عن عينيَّ منذُ فقدتُه * وقَلَّبْتُ جَنبِي فوقَ جَمرٍ من الغَضا
أصيلٌ هُمامٌ صادقُ العهدِ مخلِصٌ * صديقٌ صدُوقٌ لم يكُ الدهرَ مُعرِضا
أخٌ قلَّما يأتي الزمانُ بمثلِه * لخِلَّانِه عذبَ المَودَّةِ أَمْحَضا
وكيفَ يجودُ الدهرُ يومًا بمثلِهِ * ولو قامَ ألفٌ مثلُه ما تَعوَّضَا
حَسيبٌ نَسيبٌ سيدٌ ذو مكانةٍ * رقىٰ في سماءِ المجدِ والفضلِ للفَضا
وريثٌ لآباءٍ سَراةٍ أَماجِدٍ * بهم حَلَكُ الأيَّامِ في الجَهلِ قد أَضا
علىٰ إثرهم قد سار أحسنَ سيرةٍ * وأحيىٰ لنا ما خلَّفوه وأنهضا
أديبٌ أريبٌ ما رأينا نظيرَه * له الشعرُ والنثرُ استكانا ورُوِّضا
له حكمةٌ تغنيكَ عن ألفِ عالمٍ * وفكرٌ إذا رامَ الكتابةَ أَوْمَضا
إذا سلَّ فوقَ الطِّرس يومًا يَراعَه * حسِبتَ كميًّا للحُسام قد انتضىٰ
يسيرُ به بين السُّطور منافحًا * عن الدين والقرآن للزَّيفِ مُدْحِضا
فسَطَّر للدنيا عُقودَ زَبَرْجَدٍ * غَدَتْ لأُولي الألبابِ والعلم مَعرِضا
وقدَّم للأخرىٰ صحائفَ أشرقَتْ * بنورٍ إلى الفردوس يلقاهُ مُنْهِضا
وقد عاش نحو القرن أطيبَ عيشةٍ * تقيًّا نقيًا طاهرَ الثوبِ مرتضىٰ
علىٰ قبره مِن ربِّه مُزن رحمةٍ * تَنَزَّلُ بالغفرانِ يشملُ من مضىٰ